الزواج

 

تبدأ خطوات الزواج بأن يذهب أهل الراغب في الزواج، سواء أكان الأهل من الرجال أو من النساء، لطلب يد العروس من ولي أمرها، مع وجود كبير العائلة من الجانبين، فإنّ الشاب لم يكن باستطاعته رؤية من يود خطبتها، إنما يقوم الأهل لا سيما النساء برؤية الفتاة المطلوبة ومعاينتها شكلاً ولفظاً ومضموناً، وبعد الكلام المنمَّق من أهل العريس بطلب يد الفتاة، تتمّ الموافقة بقراءة الفاتحة، وينتهي الأمر بتوزيع المرطبات والحلويات والزغاريد.

 

ثم تقام حفلة تسليم العلامة لأهل المخطوبة، وتكون العلامة عبارة عن محبس وأساور، ترتفع قيمتها أم تنخفض تبعاً لحالة العريس، ويتخلل الحفل المقام من النساء إنشاد الزغاريد وتقديم الحلويات.

 عروس وعريس في العشرينيات

 

ولم يكن باستطاعة الشاب في بيروت الخروج مع خطيبته أو الإنفراد بها مطلقاً ولو بعد كتب الكتاب، يحدد أهل العروسين يوماً لعقد القران (أي كتب الكتاب) ويكون عادة بعد صلاة الجمعة، وقد درجت العادة على أن يتم العقد في بيت والد العريس، أو في بيت هذا الأخير، ثم أخَذَ بعضهم يوجِّه الدعوة إلى عقد القران بموجب بطاقات موجهة من ذوي العريسين يذكران فيها إسم العروس وإسم العريس ومكان العقد وموعده، ويقوم بكتابة العقد، القاضي أو أحد الشيوخ أو المفتي، تبعاً لوضع العائلتين الاجتماعي، ثم تقرأ الفاتحة على نية التوفيق وتوزَّع قراطيس (المطبقية) والشراب على المدعوين، ويتبادل الحضور التهاني متمنين للعروسين الرفاءْ والبنين.

ودرجت بعض العائلات البيروتية على عدم الزواج في الأشهر الحرم: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، رجب، وكل العائلات تمتنع عن الزواج في شهر رمضان المبارك، وكان الزواج يهدف إلى إنجاب الأطفال، وفي حال تأخر الإنجاب أو حمل المرأة يتراكض ذووي العروسين إلى القابلة (الداية) لإستشارتها فيما يجب عمله، وعلى وجه العموم فإن الفتاة البيروتية كانت تتزوج في سن الرابعة عشرة من عمرها ومن يتأخر منهنّ حتى الثامنة عشرة تعتبر (بايرة) كما يقول المصطلح الشعبي البيروتي.

 

 

جهاز العروس :

كانت العادة أن ينقل الجهاز أو الصمد، بعد عقد القران بيومين، فيذهب أهل الزوج بعد صلاة العصر إلى منزل والد الزوجة لإحضاره، وكان الصمد عبارة عن مرآة وفراش ولحاف أو لحافين ومخدات وطراحة ومسند وكراسي وإبريق نحاس أصفر وطست وصدر نحاس وطناجر وشمعدان وصندوق الملابس المكوَّنة في أغلب الأحيان من الفساتين الحريرية الجميلة والصوف والجوخ والكتان وبقج من مناشف الحمام المطرزة، وجنطاس وقبقاب مفصص شغل الشام (شبراوي أي بارتفاع شبر) وصابون مطيّب وكيس الفرك والليف وعلبة خياطة، فضلاً عن الضروريات كالمسرجة والسراج والفتيلة.

 

 

عروس وعريس في العشرينات

زفة العروس :

بعد ليلة البخور، التي تبخِّر فيها والدة العروس من بياضات ومناشف، يأتي يوم الزفاف ويحدد في ليلة أول جمعة بعد كتب الكتاب، ثم يدعى الأهل والأحباب إلى منزل أهل العروس وتقام الأفراح، وخلال حفلة الزفاف في بيت العروس، تكون هذه الأخيرة جالسة على كرسي مرتفع (منصّةَ) وقد لبست الطرحة البيضاء وصُفت حولها سلال الزهور، يتقدم العريس مع الرجال، فيقبل يد أمه ويكشف عن وجه العروس، ويتخلل ذلك إطلاق بعض الزغاريد التي تصف جمال العروس وطولها وعرضها وكرم أبيها وكريم أصلها مثال :

أوها.... أبوكي يا صندوق برزاتو

وسبع باشاوات ما هزت أساساتو

ولما بيركب الكحيلة وترن ساعاتو

أهل الأرض والسما بتدعي بسلامتو

 

ومثل قولهن :

أوها..... أربع بقج بقجتك

أوها..... والخامسة بالصندوق

أوها..... الله يخلي أبوكي

أوها..... اللي ما عوزك لمخلوق

 

ودرجت العادة بعد اليوم الأول للزواج (أي الصباحية) بأن يوصي والد العريس على بعض الحلوى، مثل الكنافة بالجبن أو البقلاوة، ترسل إلى بيت أهل العروس وبيوت خالاتها وعماتها والمحبين، وكانت تحدد في الأسبوع التالي للزواج أيام للرجال وأيام للنساء من أجل التهنئة محملين بالهدايا.

 

//-->