محيسن 

استوطنوا بيروت أواسط القرن الـ 20 وبرز منهم مؤسِّس الأسرة عبد الهادي

من الأسر الإسلامية البيروتية والشامية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية، لا سيما في اليمن وبلاد الحجاز، ومن ثم انتشرت القبيلة في العراق والأردن وسوريا ومصر وسواها.

وكانت القبيلة قد أسهمت في الفتوحات العربية والإسلامية في أكثر من منطقة عربية. وقد أشار كتاب «أسماء القبائل وأنسابها» ص (308) إلى أن بعض فروع العائلة من قبيلة الزبيدات، وكان الشيخ محيسن بن سموم أحد مشايخ هذه الأسرة. كما أشارت بعض المصادر التاريخية إلى مناطق عديدة في بلدان عربية سميت بأسماء آل محيسن منها على سبيل المثال منطقة «مخفر محيسن» شرقي تل الأبيض في قضاء الرقة.

أما الهجرة الثانية لقبيلة آل محيسن فقد كانت في القرن الثامن عشر بسبب خلافات بين زعمائهم وبين إمام الزيدية الجد الأكبر لإمام اليمن السابق الذي خلع عن العرش بعد ثورة عام 1962. وفي تلك الفترة توطنت القبيلة في منطقة عربستان في الأهواز في إيران، وبالرغم من أن قبيلة محيسن كانت من القبائل الطارئة في عربستان، غير أنها استطاعت بفضل قوة أفرادها وجرأتهم أن يؤسسوا سلطة قوية لهم بين السكان المحليين. ثم أقاموا إمارةً عليها، تولاها أمراء ومشايخ من قبيلة المحيسن، منهم الأمير خزعل المحيسن آخر أمراء آل المحيسن في عربستان في عهد جد الشاه رضا بهلوي.

في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي نزح قسم كبير من قبيلة آل المحيسن إلى المناطق السعودية والعراق والأردن وسوريا، وذلك بضغط من الإنجليز الذين شجعوا الشاه على اتخاذ مثل هذا القرار، لأن الأمير خزعل المحيسن لم يكن خاضعاً للإنجليز ولا للشاه، الأمر الذي أدى إلى عزل الأمير الشيخ خزعل المحيسن عن إمارته، مما سبّب في هجرة أفراد قبائل المحيسن إلى مناطق عربية عديدة.

برز من أسرة المحيسن في المملكة العربية السعودية الشيخ عبد المحسن المحيسن، وهو أحد المقربين من العائلة المالكة، ومن رجال الأعمال البارزين. كما أقامت الأسرة علاقات جيدة مع الملك عبد الله الأول في الأردن، ومع الملك حسين بعد إقامتهم في منطقة الطفيلة. وقد عرف منهم في الأردن الشيخ جودت المحيسن محافظ العاصمة عمان، والسفير هشام المحيسن سفير الأردن في لبنان عام 1975. كما برز في فلسطين السيد عدنان المحيسن وكيل وزارة الشباب والرياضة في السلطة الفلسطينية، رئيس اتحاد طلبة فلسطين الأسبق في جامعة بيروت العربية.

ومنذ القرن الثامن عشر توطن آل المحيسن في سوريا بالقرب من دمشق في منطقة القلمون. وكانت لهم سلطات ونفوذ واسع في العهد العثماني، وعند دخول الجيش العربي الفيصلي إلى دمشق في أيلول عام 1918 اشترك أحد وجهاء آل المحيسن الشيخ أبو دعاس المحيسن في استقباله واستقبال الأمير فيصل بن الشريف حسين.

وفي عهد الانتداب الفرنسي شارك آل المحيسن بالثورة ضد السلطات الفرنسية بقيادة زعيمهم الشيخ بدوي المحيسن الذي تعاون مع الثوار وفي مقدمتهم الأمير سلطان باشا الأطرش للقيام بالثورة ضد الفرنسيين.

وفي مدينة عاليه في لبنان توطن فرع من آل المحيسن اعتنق مذهب الموحدين الدروز، في حين شهدت بيروت المحروسة منذ خمسينات القرن العشرين توطن آل المحيسن في بيروت، وقد برز منهم مؤسس الأسرة في بيروت رجل الأعمال السيد عبد الهادي محيسن أحد متخرجي جامعة بيروت العربية، وأحد الناشطين في لجان دار الفتوى وفي المجتمعات والمؤسسات الخيرية والاجتماعية البيروتية، عضو الهيئة الإدارية في جمعية متخرجي جامعة بيروت العربية، ورئيس جمعية آل محيسن عضو في اتحاد جمعيات العائلات البيروتية. وهو يعتبر أحد رجال الأعمال البارزين في بيروت ولبنان. وفيما يلي سيرته الذاتية المختصرة:

1- مواليد بيروت المحروسة عام 1944.

2- دراسات عليا في العلوم السياسية والاقتصادية.

3- عضو الهيئة الإدارية لجمعية متخرجي جامعة بيروت العربية ورئيس اللجنة الثقافية.

4- رئيس جمعية تجار ومستوردي الألبسة الداخلية واللانجري.

5- رئيس جمعية تجار سوق المصيطبة ومتفرعاته.

6- نائب رئيس الجمعية الأهلية لإنماء بيروت.

7- نائب رئيس لجنة تنمية الموارد لمؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية.

8- رئيس اللجنة المالية في إذاعة القرآن الكريم وعضو مجلس العمدة التأسيسي فيها.

9- عضو مؤسس في جمعية الأخوة اللبنانية – السودانية.

10- عضو في جمعية شروق الثقافية الاجتماعية.

11- عضو مجلس أمناء المركز الثقافي الإسلامي.

12- رئيس رابطة آل محيسن العضو في اتحاد جمعيات العائلات البيروتية.

13- له مؤلفات عديدة منها: من خفايا الذاكرة.

وبما أن أسرة المحيسن من القبائل العربية التي توطنت منذ مئات السنين في بلدان عربية عديدة، وبما أنها قريبة التوطن في بيروت، فإنها ما تزال قليلة العدد في بيروت، كبيرة العدد في العالم العربي.

أما محيسن لغة فهي مصغّر محسن، والمحسن هو الرجل الذي يتميّز بالإحسان والعطاء والخير ومساعدة الآخرين.

//-->