عثمان بن مظعون
إبن حبيب الجمحي ، أبو السائب
من سادة المهاجرين ، ومن أولياء الله
المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيهم فصلّى عليهم ، وكان أبو السائب رضي الله
عنه أول من دفن في البقيع
.
قال سعيد بن المسيب : سمعت سعداً يقول
:
ردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ، ولو أذن له لاختصينا
.
أسلم أبو السائب بعد ثلاثة عشر رجلاً ، وهاجر الهجرتين ، وتوفي بعد بدر
، وكان عابداً مجتهداً ، وكان ممن حرّم الخمر في الجاهلية
.
عن أبي بُردة
:
دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأينها سيئة
الهيئة ، فقلن لها : مالك ؟ فما في قريش أغنى من بعلك ! قالت : أَما ليله فقائم ،
وأما نهاره فصائم ، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( أما لك بي أسوة
…)
الحديث . قال : فأتتهن بعد ذلك عطِرة كأنّها عروس
.
مات في سنة ثلاث.
عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبّل عثمان بن مظعون وهو ميت
، ودموعه تسيل على خدّ عثمان بن مظعون
.
عن أم العلاء - من المبايعات
-،
فذكرت أنّ عثمان بن مظعون اشتكى عندهم ، فمرّضناه حتى توفي ، فأتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقلت : شهادتي عليك أبا السائب ، لقد أكرمك الله ! فقال رسول الله
:
وما يدريك ؟ قلت : لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فمن ؟ قال : أمّا هو فقد
جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ، وإني لرسول الله ، وما أدري ما يُفعل بي
.
قالت : فوالله لا أزكي بعده أحداً . قالت : فأحزنني ذلك ، فنمت ، فرأيت لعثمان
عيناً تجري ، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ذاك عمله
.
كان عثمان شديد الأدمة ، كبير اللحية . رضي الله عنه
.
|