27
العهد المكي
ثانيا: من البعثة حتى الهجرة الهجــرة
وكان وقع الهجرة على مشركي قريش سيئا
فحاولوا منع المسلمين بشتى الطرق الإرهابية ولكنها لم تجد فتيلا, فتآمروا
بالرسول صلى الله عليه و سلم فى دار الندوة و استقر رأيهم على الفتك به
بطريقة تضمن تفرق دمه فى القبائل فلا يكون لأهله حتى المطالبة به فانتقوا من
كل قبيلة شابا قويا, و أوكلوا إليه حصار بيت الرسول و أن يقتلوه بضربة واحدة,
و لكن كان تدبير الله أقوى من تدبيرهم, كما قال تعالى:
جن جنون قريش عندما عرفت أنها باتت
تحرس علي وأن الرسول خرج من مكة سليما معافى, فاتجه رجالها للبحث عنه فى كل
مكان و وصل بهم قصاصو الأثر حتى باب الغار الذى يختبىء فيه الرسول و صاحبه, و
لكن جند الله كانت تحرسه و تسهر عليه و أيده الله بجنود شاهدها الناس كالحمام
و العنكبوت و جندا لم يشاهدوها و هى التى عناها الحق فى قوله تعالى
و قبل أن ننتقل إلى الدور المدنى فى حياة الرسول يجمل بنا أن نذكر سمات الدعوة الإسلامية فى دورها المكي استغرقت الدعوة الإسلامية فى دورها المكى(من البعثة حتى الهجرة)اثنتى عشرة سنة و خمسة أشهر وواحد و عشرون يوما نزل فيها على الرسول صلى الله عليه و سلم معظم القرآن فنزل بمكة اثنتان وثمانون سورة من جملة سور القرآن البالغة مائة و أربع و عشرة بالإضافة إلى اثنتى عشرة سورة مشتركة بين المكى والمدنى و اشتمل التشريع المكي على أهم ما جاءت من أجله الدعوة الإسلامية, كما يتميز بأنه تشريع كلي, أى أنه يهتم بالأمور الكلية ولا يتعرض لأحكام جزئية و يمكن تلخيص سمات التشريع المكي فيما يأتى اولا:الوحدانية و رفض عبادة الأوثان و أن تكون هذه العقيدة أساسا لبناء المجتمع الجديد ثانيا: تقرير فكرة البعث و الحساب واليوم الآخر و أن كل إنسان يحاسب بمفرده على عمله فلا تزر وازرة وزر أخرى ثالثا: وحدة الرسالات السماوية و أنها تستمد أصولها من منبع واحد هو الله سبحانه وتعالى رابعا: بيان الصفات التى تقرب العبد من ربه و التى تبعده عنه خامسا: اذابة الفوارق بين الطبقات و الغاء العصبية القبلية فالناس جميعا متساوون فى الحقوق و الواجبات فكلهم من ذكر و أنثى, و أن الأفضلية لا تكون إلا بمقدار تقوى العبد لربه{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} سادسا: فرضت الزكاة و الصلاة فى هذا العصر
|