38
العهد المدني
تحويل
القبلة من بيت المقدس الى الكعبة
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم و المسلمون يصلون إلى بيت المقدس و مضى
على ذلك ستة عشر شهرا أو سبعة عشر أو ثمانية عشر شهرا, و كان الرسول صلى الله
عليه و سلم يحب أن يصرف إلى الكعبة و قال لجبريل:"وددت أن يصرف الله وجهى عن
قبلة اليهود", فقال:إنما أنا عبد فادع ربك و اسأله, فجعل يقلب وجهه فى السماء
يرجو ذلك حتى أنزل الله عليه{قَدْ نَرَى
تَقَلُّبَ وَجْهِك فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} سورة البقرة، من آية 144
و كان جعل القبلة الى بيت المقدس ثم
تحويلها الى الكعبة حكم عظيمة و محنة للمسلمين و المشركين واليهود و
المنافقين
فأما المسلمون فقالوا:سمعنا و اطعنا و قالوا آمنا
به كل من عند ربنا و هم الذين هدى الله و لم يكن كبيرة عليهم
و أما المشركون فقالوا:كما رجع الى قبلتنا يوشك أن يرجع الى ديننا و ما رجع
اليها إلا انه الحق
و أما اليهود فقالوا:خالف قبلة الأنبياء قبله و لو كان نبيا لكان يصلى الى
قبلة الأنبياء
وأما المنافقون فقالوا: ما ندرى محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقا فقد تركها
و إن كانت الثانية هى الحق فقد كان على باطل, و كثرت أقاويل السفهاء من الناس
و كانت كما قال الله تعالى{وَإِن كَانَتْ
لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ}سورة البقرة، من آية 143
وهكذا انصرف المسلمون إلى الكعبة
مطيعين لله و لرسوله و صارت قبلة المسلمين إلى يوم القيامة أينما كانوا ولوا
وجوههم شطرها
|