51 العهد المدني :ملحمة بئر معونة
فبعث رسول الله معه سبعين رجلا من القراء فساروا حتى نزلوا بئر معونة من مياه بني سليم شرقي المدينة فلما نزلوها بعثوا رسولا منهم بكتاب رسول الله إلى عامر بن الطفل من بني عامر فلما أتاه لم ينظر في كتابة بل عدا علي الرجل فقتله واستصرخ عليهم قبائل من بني سليم عصية ، ورعل ، وذكران ، فغشوا القوم و أحاطوا بهم فقتلوهم جميعاً إلا اثنان هما كعب بن زيد الأنصاري فإنهم تركوه وبه رمق فعاش حتى قتل يوم الخندق شهيداً وكذلك عمرو بن أمية الضمري كان في رحال المسلمين فنجا من الموت وفي طريق عودته إلى المدينة لقي اثنين من بني عامر فاغتالهما في نومهما وهو يرى انه قد أصاب من ثأر أصحابه وإذا معهما عهد من رسول الله لم يعلم به عمرو فلما وصل المدينة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما حدث فبادر النبي إلى دفع ديتهما عملا بقوانين العرب وكان وصول خبر هذه الكارثة إلى النبي و المسلمين حتى أن الرسول ظل يدعو علي الغادرين بعد كل صلاة شهر كاملاً ولقد وجد أهل المدينة من المنافقين واليهود فيما أصاب المسلمين الرجيع وبئر معونة ما أعاد إلى ذاكرتهم انتصار قريش في غزوة أحد وما أنساهم نصر المسلمين علي بني أسد فأضعفت هذه الملاحم المتتابعة من هيبة محمد و أصحابه في قلوبهم ، وكان لابد من عمل يعيد إلا قلوب هؤلاء الأعداء هيبة الرسول والمسلمين ويذكرهم بقوة المسلمين ويجدد أمجاد بدر وذكرياتها الغالية فشاء الله تبارك وتعالى أن يكون إجلاء يهود بني النضير وتخلص المسلمين منهم ومن شرورهم
|